وماذا بعد؟
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 08:04 ص

وماذا بعد؟
ها أنا تائهة في صحراء قاحلة مليئة بتعرجات الكثبان الشاحبة.. والعطش قد دق ناقوسه.. كل ما أريد قطرات من الماء تروي ظمئي.. بعد لحظات من المشي أبصرت عيناي واحة زرقاء.. يا رباه هو الماء.. الحمد لله قد ارتويت وابتل رمقي.
وماذا بعد؟ هل اكتفيت؟ كلا بل عاد العطش يداهمني والعطش مع الأيام يزيد.. هكذا نحن في الحياة اليومية نعطش دائما لتحقيق إنجازات وأهداف وخطط مستقبلية.
وماذا بعد أن نصل إلى ما نريده؟ هل نرتوي؟ كلا.. بل نتلهف لتحقيق المزيد.. هكذا هو حال عقل الإنسان يجوع كالبطن، نعم دائما عقولنا وأفكارنا في جوع.. تمتلئ بالتخطيط لأهداف المستقبل، وعندما نصل إلى ما نصبوا إليه ونفرح لحظات بتحقيق رؤيتنا بعد كل العناء والكفاح تظنون أننا سنكتفي؟
كلا بالطبع سنجوع، ولذا سنضع خططاً جديدة للمستقبل.
عندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت البيئة التي تحيطني تردد دائما «ادرسي حتى تنالي الشهادة الثانوية.. ادرسي». وخلال الاثنتي عشرة سنة دراسية لا يوجد هدف في عقلي غير «الشهادة الثانوية».
وها قد أتى اليوم وحصلت على الشهادة الثانوية والفرحة تغمرني بتحقيق هدف مستقبلي.. لكن سرعان ما أصبح المستقبل حاضراً وبعد عدة أيام صار ماضياً.
وبدأ عقلي يحدثني أنه يتعطش للأيام المقبلة وأنه يجب أن أنتهي من دراسة البكالوريوس.. لذا بكل خضوع استجبت لما يريده وبعد سنين مليئة بالإصرار حصلت على البكالوريوس.
وماذا بعد؟ هل تظنون سنكتفي؟ كلا بل نتطلع لتقديم رسالة الماجستير حتى نصل للدكتوراه.. وماذا بعد؟ يعود عقل الإنسان المدمن بالعلم والتعلم إلى التخطيط للأهداف الجديدة بحجة «المستقبل» حتى وصل بعضهم إلى «شهادة البروفيسور».
نعم عبارة «المستقبل» قد أدمن عليها أناس كثيرون حتى نسوا تطوير وتنمية ذاتهم خلقياً ودينياً.
كل الخلايا في عقلهم تفكر في المستقبل وتأمين المستقبل «لقمة العيش، التعلم، الوظيفة، المال، والمسكن».
نعم نحن كعرب مسلمين وكأفراد نعيش بالحياة علينا التفكير ولكن بشرط واحد هو «الموازنة والتوازن في عبارة المستقبل».
كيف نجعل ميزان حياتنا متوازنا؟ أولا: يجب أن تعلم أن المستقبل هو الذي يستقبلك.. لذا فإن هناك «مستقبل دنيوي» و «مستقبل أخروي» وشتان بينهما.
ولأنك تحب التفوق في المستقبل الأول واكتساب العلم والخبرة، وهذا ما حثنا عليه ديننا، قال تعالى: {اقرأ وربك الأكرم}، ولكن أيضا نوه سبحانه بقوله تعالى: {علم الإنسان ما لم يعلم}، فلا تغتر وتتغطرس بشهادتك على من حولك، لأن الله هو الذي علمك، هو الذي علم الإنسان صنع الطائرات والمواصلات، فكن يا قارئ المقال متوازنا في الحياة اجتهد للمستقبل الأخروي بجد وجدارة حتى تستقبلك أبواب الجنة وما بعد مستقبل الجنان السبع أجمل لتعيش فيه أبد الآبدين.
ومما دعاني لكتابة المقال انتشار العناوين في الصحف عن جبروت المعلمين أو نهب المديرين للأموال، فإن بعض الأشخاص من هذا الفئة طوال حياتهم كان عقلهم يفكر بالمستقبل الدنيوي وتحقيق المزيد من الإنجازات حتى نسوا أن يهتموا بالأخلاق السامية، فهي من مكارم الصفات ولم يعززوها في داخلهم. والبعض يحبذ أن يعرفهم الناس بمنصبهم وعلمهم ومالهم وشهاداتهم، والبعض يحبذ أن يعرفهم الناس بأخلاقهم والمعاملة الطيبة والمروة والأمانة والصدق.
ومضة
كن ذا خلق صادق.. كن ذا علم شريف يرفع مقدارك في الدنيا والآخرة.
;
وماذا بعد؟ هل اكتفيت؟ كلا بل عاد العطش يداهمني والعطش مع الأيام يزيد.. هكذا نحن في الحياة اليومية نعطش دائما لتحقيق إنجازات وأهداف وخطط مستقبلية.
وماذا بعد أن نصل إلى ما نريده؟ هل نرتوي؟ كلا.. بل نتلهف لتحقيق المزيد.. هكذا هو حال عقل الإنسان يجوع كالبطن، نعم دائما عقولنا وأفكارنا في جوع.. تمتلئ بالتخطيط لأهداف المستقبل، وعندما نصل إلى ما نصبوا إليه ونفرح لحظات بتحقيق رؤيتنا بعد كل العناء والكفاح تظنون أننا سنكتفي؟
كلا بالطبع سنجوع، ولذا سنضع خططاً جديدة للمستقبل.
عندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت البيئة التي تحيطني تردد دائما «ادرسي حتى تنالي الشهادة الثانوية.. ادرسي». وخلال الاثنتي عشرة سنة دراسية لا يوجد هدف في عقلي غير «الشهادة الثانوية».
وها قد أتى اليوم وحصلت على الشهادة الثانوية والفرحة تغمرني بتحقيق هدف مستقبلي.. لكن سرعان ما أصبح المستقبل حاضراً وبعد عدة أيام صار ماضياً.
وبدأ عقلي يحدثني أنه يتعطش للأيام المقبلة وأنه يجب أن أنتهي من دراسة البكالوريوس.. لذا بكل خضوع استجبت لما يريده وبعد سنين مليئة بالإصرار حصلت على البكالوريوس.
وماذا بعد؟ هل تظنون سنكتفي؟ كلا بل نتطلع لتقديم رسالة الماجستير حتى نصل للدكتوراه.. وماذا بعد؟ يعود عقل الإنسان المدمن بالعلم والتعلم إلى التخطيط للأهداف الجديدة بحجة «المستقبل» حتى وصل بعضهم إلى «شهادة البروفيسور».
نعم عبارة «المستقبل» قد أدمن عليها أناس كثيرون حتى نسوا تطوير وتنمية ذاتهم خلقياً ودينياً.
كل الخلايا في عقلهم تفكر في المستقبل وتأمين المستقبل «لقمة العيش، التعلم، الوظيفة، المال، والمسكن».
نعم نحن كعرب مسلمين وكأفراد نعيش بالحياة علينا التفكير ولكن بشرط واحد هو «الموازنة والتوازن في عبارة المستقبل».
كيف نجعل ميزان حياتنا متوازنا؟ أولا: يجب أن تعلم أن المستقبل هو الذي يستقبلك.. لذا فإن هناك «مستقبل دنيوي» و «مستقبل أخروي» وشتان بينهما.
ولأنك تحب التفوق في المستقبل الأول واكتساب العلم والخبرة، وهذا ما حثنا عليه ديننا، قال تعالى: {اقرأ وربك الأكرم}، ولكن أيضا نوه سبحانه بقوله تعالى: {علم الإنسان ما لم يعلم}، فلا تغتر وتتغطرس بشهادتك على من حولك، لأن الله هو الذي علمك، هو الذي علم الإنسان صنع الطائرات والمواصلات، فكن يا قارئ المقال متوازنا في الحياة اجتهد للمستقبل الأخروي بجد وجدارة حتى تستقبلك أبواب الجنة وما بعد مستقبل الجنان السبع أجمل لتعيش فيه أبد الآبدين.
ومما دعاني لكتابة المقال انتشار العناوين في الصحف عن جبروت المعلمين أو نهب المديرين للأموال، فإن بعض الأشخاص من هذا الفئة طوال حياتهم كان عقلهم يفكر بالمستقبل الدنيوي وتحقيق المزيد من الإنجازات حتى نسوا أن يهتموا بالأخلاق السامية، فهي من مكارم الصفات ولم يعززوها في داخلهم. والبعض يحبذ أن يعرفهم الناس بمنصبهم وعلمهم ومالهم وشهاداتهم، والبعض يحبذ أن يعرفهم الناس بأخلاقهم والمعاملة الطيبة والمروة والأمانة والصدق.
ومضة
كن ذا خلق صادق.. كن ذا علم شريف يرفع مقدارك في الدنيا والآخرة.
;
بواسطة: اسما
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 12:08 ملا فض فوكِ سلِم قلمك ولسانك استمري في العطاء
بواسطة: صقر
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 03:30 مممتاز
لا يوجد المزيد من البيانات.