الحمد لله.. وأخيراً استقلت!

نسمع بين الحين والآخر عن عشرات قرارات الاستقالة لعدد من الموظفين والمسؤولين في كل زمان ومكان. فهذه سنة الحياة الدنيا في الكون منذ خلقه. ولذا لا غرابة في ذلك.. ولكن مجتمعنا يأبى اعتبار ذلك من حقوق الموظف الطبيعية رغم قانونيتها.. وكم هو مسكين مجتمعنا، فإن تمت إقالة موظف ما لم يرحموه.. وإن تمت استقالة موظف ما.. استنزفوا عطاءه وأبخسوا حقه في التقدير! ويعشق البعض إن لم يكن يُدمن إضافة العديد من توابل «القيل والقال»، وبهارات «التحريف والتضليل» لحاجة في نفس يعقوب! وعبر التاريخ، تقدم الكثير والكثير باستقالتهم من أعمالهم في كل مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والعمل الوزاري والمؤسسي وغيره.. ولأسباب مختلفة وفي ظروف متعددة.. ومارسوا حياتهم الطبيعية بعد الاستقالة كما كانت قبل «الكرسي».. ومع كل خبر استقالة.. هناك عشرات الأقاويل! فلم هذا أيها المجتمع المتناقض!
لا يمر يوم إلا ونسمع بأخبار استقالة أحدهم هنا أو هناك.. ولكن الأمر لا يخلو من تدخل «زيد» أو تحليل لـ «عبيد»! وبالأمس القريب تقدمت باستقالتي من المركز الثقافي للطفولة.. وهو القرار الذي اتخذته منذ فبراير 2014، وأخطرت به مجلس الإدارة وأغلب موظفي المركز منذ حينه.. وجعلته إجراءً عملياً اعتباراً من الأسبوع الماضي.. ورغم كلمات ومكالمات ورسائل الثناء والتقدير التي وصلتني منذ الأسبوع الماضي.. وجدت نفسي محاصرة تارة بين «تفلسف عنترة» وتنبؤات «عبلة».. وتارة بين تحليل مهنية «الجزيرة» وعبرية «العربية»! وكأني أقدمت على ارتكاب جريمة تتوجب التحقيق الفوري والاستعانة بـ «كونان»! وأغرب ما حدث لي شخصياً «إشاعة تويترية بالتحقيق معي».. سترك يا رب.. حوالينا ولا علينا! وجرأة أحدهم بإرساله رسالة شديدة اللهجة إلى إحدى المغردات اللاتي تكرمن بشكري والثناء على إدارتي للمركز! عفواً.. ولم هذا كله؟! ليتكم تنشغلون بأنفسكم وفي الخير عوضاً عني!
نعم ولله الحمد.. تقدمت باستقالتي.. باختياري وقراري.. وبمنتهى الصراحة والشفافية أعلنها من هذا المنبر الصحافي، وبما يقطع أي باب لتخمينات المُطبلين أو تأويلات المُتربصين، الحمد لله وأخيراً استقلت لاختلافي مع مجلس الإدارة ولعدة أسباب أخرى لا علاقة لأحد بها.. ولكن متى سنستوعب أن اختلاف الرأي لا يجب أن يُفسد للود قضية!
حظيت بشرف إدارة ثقافي الطفولة لسنتين، فإن أحسنت وأنجزت فلله الحمد والمنة أولاً، وللفريق المساند لي الفضل في ذلك ثانياً، وإن أخطأت فالتقصير وارد والكمال لله.. الحمد لله وأخيراً استقلت.. ولن ولم أكن يوماً من المسؤولين المتشبثين بالكرسي البالي.. وأكرر عبارتي التي أكررها في كل تكليف جديد.. نحن عابرو سبيل.. ولنا دور ومهام يجب علينا تأديتها في كل محطة.. وأعلنها هنا انتهاء مشواري ومحطتي في ثقافي الطفولة.. وإلى جامعة قطر.. إلى صناعة وبناء الشباب..
آخر الكلام
أجمل القلوب والنفوس تلك التي لا تُنكر المعروف رغم شدة الخلاف..
;
بواسطة: عبدالله
الأحد، 07 سبتمبر 2014 08:26 صيعطيك العافية فان اصبتي فالله الحمد وان اخطأتي فهذا دليل انك تعملي
لا يوجد المزيد من البيانات.