على التماس
مصر أكبر من خلافاتكم
الخميس، 25 أكتوبر 2012 12:00 ص

مصر أكبر من خلافاتكم
تعودت الهجاء رغم أني لست شاعراً.. لكني هذه المرة أشعر بحالة من الحزن واليأس تدعوني إلى نهج الرثاء لعلهم يستفيقون، لعلهم يستدركون، لعلهم يشعرون بحجم الجريمة التي يصرون على ارتكابها في حق الرياضة المصرية، كلهم دون استثناء، كل ألوان الطيف السياسي والرياضي في مصر يسيرون على نفس الخط الذي يخدم مصلحتهم الضيقة دون التفكير في البلد الذي ارتبط اسمه بالأمة العربية حتى صار وجدانها ولسانها الذي يدعونا إلى رثاء حالته، حتى وإن عارضوا ذلك يحكم أننا نتدخل في شان داخلي.
مصر التاريخ، مصر الجغرافيا، مصر الثقافة والفن، مصر الرياضة وكرة القدم، مصر التي نحب والتي نريد لها أن تبقى على الدوام ضمير الأمة وقلبها النابض، تعيش منذ شهور في غياهب الصراعات والوقفات الاحتجاجية والخلافات التي تبدو في ظاهرها مؤسسة على أفكار ووجهات نظر لكنها في الباطن صراعات ذاتية تخدم أشخاصاً، وتقضي على أحلام وآمال الشعب في الأمن والأمان و «أكل العيش» الكريم.
مصر عرابي، مصر نجيب محفوظ، مصر أم كلثوم، مصر الغزالي، مصر زويل، مصر الخطيب وشحاتة وأبوتريكة، مصر التي تختصر أمة كاملة بين أحضناها وعلى ضفاف نيلها تحتضر تحت واقع صراع كروي ورياضي يحمل العديد من العناوين، ألتراس متعصبون لرأيهم يرفعون راية الدفاع عن حق ضحايا بور سعيد، ولاعبون يشكون البطالة وضنك العيش وخلفهم مجموعة من الإعلاميين وبين التيارين دولة صامتة وكأنها أبوالهول والمحصلة صراع يقترب إلى إحداث كارثة أخرى تفوق خسائرها ما وقع في بور سعيد.
عودة النشاط الرياضي في مصر تعني أن الدولة استعادت أمنها وتحكمت في تسيير الأوضاع الداخلية بما يعني أن القرار في يد السلطة الحاكمة، في يد الرئيس محمد مرسي وحكومته، وخلفهم طبعاً حزب العدالة والحرية وجماعة الإخوان المسلمين، القرار بين أيديهم؛ لأنهم يدركون الخبايا ويعلمون إمكاناتهم في التصدي لأي محاولة شغب أو خروج على القانون، وأي قول خارج هذا الإطار يعد لعباً بعقول الناس ومحاكاة لقلوب فئة معينة واسترضائها.
قد أبدو متدخلاً في شؤون داخلية وفي قضية لا تعنيني، لكنها مصر، مصر التي إن عادت إلى عافيتها استعاد معها العرب عافيتهم لكن أبناءها لا يدرون إلى أين هم ذاهبون، وما مخلفات الصراع المحتدم بينهم، كأني بهم نسوا ما حل بالجزائر في سنوات مضت عندما سيطر العنف والسلاح على يوميات الجزائريين فدفعوا الثمن آلاف الضحايا، كأني بهم نسوا ما حدث في لبنان سنوات السبعينيات، نسوا أن صراعهم هذا واختلافهم حول عودة النشاط الرياضي حق يراد به باطل، حق لأن عودته تعني استعادة الواجهة السياحية والإعلانية للدولة لكن الباطل يجسده بعض المستفيدين من الخلاف لتغذية رصيدهم وتلميع صورتهم من أجل أهداف أخرى، البعض في مصر من أشباه الإعلاميين لا يقدرون المسؤولية، ويخوضون في الموضوع دون قيود تضع القانون فوق الجميع ومصلحة المواطن «الغلبان» قبل مصلحة المنتفخة بطونهم بنيران السحت الإعلامي الممارس في حق الأغلبية الساعية للعيش في وطنها بكرامة وعزة.
آخر الكلام: لا أدعي أني قرأت لهم كلهم بل قرأت لبعضهم، ومع ذلك لم أر غير قلم واحد يرى في القضية بعين المنطق والمصلحة العليا، حسن المستكاوي فقط، إنه هذا الشبل من ذاك الأسد وابن الوز عوام و «اللي خلف ما ماتش» ورحم الله نجيب المستكاوي.;
لا يوجد تعليقات على الخبر.