حديث التقنية
فن التقليد!
الأحد، 26 فبراير 2017 12:01 ص

فن التقليد!
دائماً ما نعزو الثورة التي تحدثها إحدى الشركات الناشطة في القطاع التقني إلى الابتكار والتميز٬ وهذا ما أثبتته السنوات الطويلة في هذا المجال بأن التقليد واستنساخ التجارب من قبل شركة لشركة أخرى تنافسها في نفس التخصص بأنها بداية الاعتراف الضمني بالفشل في مجاراة المنافس٬ وغالباً ما يكون هذا الأمر بداية السقوط.. لا يسعنا أن نذكر الأمثلة الدالة على ذلك ولكنها كثيرة وكثيرة جداً.. فهل من الممكن أن يقود التقليد ثورة تقنية؟ هل من الممكن أن نعتبر أن التقليد يتطلب مهارة وفناً متقناً في إدارته؟ قد تكون حالة تطبيق أنستقرام تجسد هذا الأمر غير المألوف، بل هو عهد جديد يستحق التأمل وتحليل ما قامت به هذه الشركة خلال السنتين الماضيتين٬ سبق هاتين السنتين أسوأ فترة في التاريخ القصير لهذا التطبيق الذي غير خارطة مشاركة الصور٬ الاستحواذ الضخم لشركة فيسبوك على أنستقرام تبعه تغييرات عهدناها من الشركة المالكة الجديدة وهي التركيز بشكل أساسي على الربح المادي من خلال الإعلانات٬ فكان ذلك عبر تغيير سياسة الخصوصية وملكية الصور عبر التطبيق وصولاً لإطلاق برنامجها الجديد للإعلانات عبر أنستقرام٬ هذه الأمور جعلت من المستخدمين يبحثون عن البديل، خصوصاً في ظل بزوغ نجم سناب شات الذي يملك إدارة شابة تخطو خطوات طويلة وسريعة للأمام٬ تنبأ غالبية المتابعين لأنستقرام بمواصلة السقوط الحر.. وأن يكون مجرد بوابة إعلانات ومرتعاً لبعض المستخدمين أصحاب الولاء المطلق للزمن الجميل في أنستقرام٬ إدارة أنستقرام لم تقف تنتظر هذا الموت البطيء لهذا العملاق ولكن ما قامت به عملياً كان أسهل بكثير مما نتوقع٬ أنستقرام قامت ببساطة بنسخ جميع مميزات سناب شات ووضعتها بداخل أنستقرام كما هي!! .. هذا الأمر قد نراه بصورته كما هي أنه امر بسيط تقنياً٬ ولكن هذا الأمر له مخاطره المعنوية فأنستقرام تخلت بهذا الإجراء عن جزء كبير من كبريائها كمثال رائد وملهم للبقية في مجال مشاركة الوسائط واعترفت ضمنياً بقوة المنافس٬ لكن العائد من هذا الأمر يبين أهمية هذا الإجراء فقد تكبدت سناب شات بعد هذا التغيير خسائر ملحوظة في عدد المستخدمين لتطبيقها٬ أنستقرام بنفس الجرأة مؤخراً استنسخت تجربة أخرى وهي تجربة تطبيق بيريسكوب الذي أصبح جزءاً من أنستقرام عبر ميزة (لايف) الجديدة٬ الفيصل في هذا الأمر كان ببساطة اسم وعراقة أنستقرام في مواجهة المنافسين٬ آمن مسيرو أنستقرام بأن عراقة شركتهم كفيلة بأن ترجع الطيور المهاجرة إذا ما توافرت لديهم ما يقدمه المنافسون.. فلا مجال للمفاضلة بينهم٬ اليوم يعود أنستقرام متوهجاً قوياً ويتراجع المنافسون ويعود التوازن مرة أخرى ويعود الجميع لنقطة الانطلاق والمنافسة من جديد.. والبقاء للأقوى٬ هذه التجربة الفريدة تجعلني شخصياً أرى من كيفن سيستورم الرئيس التنفيذي لأنستقرام شخصية العام ٢٠١٦ في قطاع التكنولوجيا .. ودون منازع!;
لا يوجد تعليقات على الخبر.